بقلم سمراء النوبه
سمراء هى كلون ليل المظلوم .. أبيّة كريمة الأصل والمعدن ..تُظلم ولا تظلم .. كالأم تعطى ولا تأخذ .تتحلى بالصبر والجَلد فالصبر ثمة المؤمنين ..وهى مؤمنه بأن الخير قادم وأن الشر زائل وأن القدر قد كُتب منذ القِدم.. تعرف انه مهما هجرها الأبناء فانهم عائدون.. ولكن الهجره فى هذه الحالة لم تكن إختياريه ولكنها تضحية تماما مثلما تضحى الأم بما فى فمها من أجل إطعام رضيعها الجديد .. وكان الوطن هو ذلك الرضيع الذى ضحت من أجله النوبه الجميله وأهلها اصحاب الإبتسامه النابعه من شريان خاص لا يعرفه غيرهم فى قلب يحب ولا يكره يغفر ولا ينسى . ربما هو التاريخ او النيل أو كليهما
تاريخ النوبه لم يكن فقط محمد منير واحمد منيب بل هو تضحيات متتاليه كضربات قلب مضطرب مُفعم بهموم عظيمه وحمول ثقيله. بدأ تهجير النوبه من أهلها فى بداية بناء السد العالى، فتم تهجير ما يقرب من ١٧٦٩٩ أسره من قرية دابور حتى قرية أدنان عند وادى حلفا . ومع بداية بناء خزن أسوان سنه ١٩٠٢ بدأت هجرة أهل النوبه ما بين هجره اختياره او هجره إضطراريه حتى ١٩٦٣ عندما تم ترحيل أهل النوبه الى ما خلف السد العالى فى هضبة كوم امبو. ومنذ تلك التواريخ كانت هناك محاولات بعودة من هاجر وتعويضهم ولكنه فى ظل نظام حكومى لا يهتم بأى شئ داخل العاصمه فما بالك بمن يختلفون عنا فى الشكل واللهجه والعنوان. فى هذ اليوم نتذكر تهجير اهل النوبه من ديارهم ونتذكر حقهم فى العوده الى ما بعض تركوه. وليكن اليوم هو بدايه جديده لبناء المستقبل وترميم الماضي وما به من تاريخ ربما تغير في الكتب ولكنه باقٍ داخل الروح
الى متى سنصبر وتخلى على حقوقنا
ردحذف