بقلم الأستاذ/ السيد سعيد
الأجزاء (الأول والثانى والثالث ) هنا
الأجزاء (الرابع والخامس والسادس) هنا
______________________
الجزء السابع
طيب –من حسن حظ مصر و
السودان ان تولي امر البلدين في هذه اللحظة التاريخية قيادة تبحث عن مصلحة عليا
للشعب و ليس الهاء الشعب فقط عن المطالبة بحقه –و كان عبد الناصر في مصر و الفريق
عبود في السودان خير لكل البلدين
و تم توقيع
الاتفاقية بين البلدين و سمح السودان لمياة بحيرة ناصر الجديدة ان تدخل حدوده
الشمالية و تم تعديل حصة السودان
و هنا نجد ان
لمعالجة التشوهه الذي حدث في التفاقية السابقة اضطر عبد الناصر الي منح السودان
ثلثي المياة المخزنة في البحيرة الجديدة –اي ان مصر ستقوم ببناء السد من اموال
قناة السويس و تخزين المياة و السودان سيحصل علي الثلثين –و هذا هو التعديل
الذي اراح الاخوة في السودان لكي يتمكنوا من تعديل حصتهم في مياة النيل –و بذلك
تجنب البلدين بحكمة الرجلين اي نوع من النزاع او الخلاف مع بعض علي هذه النقطة و
بذلك تم ابطال اكبر لغم ممكن ان ينفجر في العلاقات المصرية السودانية في المستقبل
و بعد ان انتهي
عبد الناصر من تحدي الغرب الراسمالي و تم له النصر في العدوان الثلاثي و تم له
ايجاد التمويل لبناء السد و ايضا الاتفاقية التي تضمن تعاون السودان في السد و
مياة السد---و بعد ان وجد المعونة الفنية في انشاء السد من الاتحاد السوفيتي و بعد
ان وجد ايضا في المقاولون العرب الشركة المصرية القادرة علي تنفيذ معظم اجزاء
المشروع –اصبح هناك شئ واحد –ما الذي سيحدث للبلاد و العباد التي سيغرق السد
الجديد ارضهم ؟
و استقر القرار
علي ضرورة التعويض و نزع الملكية الخاصة واطلق عبد الناصر كلمنته الشهيرة------ ان
لو ذراع جمال عبد الناصر وقف عقبة في طريق بناء السد العالي قليقطع الذراع و
ليكتمل السد العالي باي ثمن ----كان هذا تعليق عبد الناصر علي اي عقبة ممكن
ان تؤدي الي تعطيل البناء و تم تشكيل وزارة تسمي وزارة السد العالي لكي تتولي شئون
السد
و تم تكليف
الحكومة بعمل حصر للبلاد و القري التي سيتم اغراقها و ايضا لمعرفة المواطنين و
عددهم –و الغريب ان الاحصاء اثبت ان 50% من ابناء النوبة غير مقيمين في النوبة و
لكن في المدن المصرية الاخري و هؤلاء قد تركوا النوبة بحثا عن سبل جدية للعيش و
الرزق و منهم من كان قد تم تهجيره رغم عن انفه بعد بناء خزان اسوان و تعليته
السابقة
و من الجدير
بالذكر ان التوسع العمراني في المدن مع ضيق العيش في الريف ساعد علي الهجرة من
الريف للمدن و ايضا الزيادة السكانية الكثيفة و تحسن مستوي المعيشة في المدن و
تحسن الرعاية الصحية –كل هذه عوامل ساعدت علي الهجرة من الريف الي المدن و
ايضا الطموح في بناء الجمهورية الجديدة و الرغبة في تشكيل مستقبل مصر –كل هذه
العوامل و غيرها ساعدت علي هجرة النوبيين و الصعايدة و الريفيين الي المدن الكبري
و تم الاتفاق
علي التعويض و ان المنزل مقابل منزل و النخلة مقابل نخلة و البقرة مقابل بقرة –مع
تعويض مادي ايضا –و احتفاظ النوبيين الغير موجودين في النوبة المهجريين السابقيين
علي حقهم ايضا في تعويضات –و هنا حدث خلاف بين الكثير من الكتاب علي –هل تتضمن
الاتفاق حق العودة لشاطئ بحيرة ناصر الجديدةبعد انتهاء العمل في السد ام لا –و لا
توجد عندي معلومة موثقة عن هذا الموضوع و لكن من راي الشخصي فانه منطقي ان يعود
النوبيين الي البحيرة و شاطئ البحيرة بعد انتهاء السد و ربما هذا ما فهمه
علي انه شئ منطقي او من المسلمات كما حدث بعد بناء خزان اسوان
-و
تم الاتفاق علي توفير وسائل مواصلات لكي يتم التهجير---و تم وضع جدول زمني للكل
هذا
و تم التهجير
في 1963-1964و كانت المفاجاءة في انتظارهم ---
وكان هذا
الاتفاق ايضا مشابه لما اتفقت حكومة الفريق عبود عليه مع سكان النوبة
و لنري هنا ما
حدث
عوضت السودان
النوبيين السودانيين الارض بضعف مساحتها و التزمت بكل ما جاء في اتفاقها معهم –و
وفرت وسائل نقل و تم التعويض النخلة في بعض الاحيان بنخلتين و ليس واحدة ---و قامت
بنقلهم كلهم علي حساب الحكومة السودانية و التزمت ببناء البيوت كما جاء في النموذج
الاولي الذي عرض علي المواطنيين—بل و قام الفريق عبود بزيارة قرية قرية من قري
النوبة السودانية و قام بعمل لقاء معهم لكي يطمئن الناس ان الحكومة جادة في كل ما
اتفقت عليه
اما في مصر
فكان عبد الناصر مشغول بسوريا و العراق و الجزائر و فلسطين و بالعرب و
النزاع مع ال سعود و مشروع القومي العربي في مقابل المشروع الاسلامي السعودي
و نسي شئون الداخل رغم شعبيته الطاغية في مصر التي غفرت له كل اخطاءه—و ركز عبد
الناصر علي افريقيا و تحرير افريقيا و اليمن التي استنزفت قوات الجيش المصري و
استنفذت ميزانية الشعب المصري ايضا مما اظهر عجز كبير في الميزانية
مما جعل الحكومة تواجه عجز اضطرها للاخلال بكل ما اتفقت عليه مع اهلنا في النوبة
و هنا قامت
الحكومة المصرية باكبر عملية نصب في تاريخها المعاصر حيث قامت بعرض نماذج بيوت و
قامت بناء نموذج للبيت النوبي و لكن عند التنفيذ ضمت كل اربع بيوت مع بعض –اي
ان اول بند للاتفاق تم تغيره
و وسائل
المواصلات كانت غير ادمية –و هاجر بعض النوبيين علي حسابهم الخاص هربا من جحيم
النقل بوسائل الحكومة –بل ماتت بعض المواشي في الطريق و لم يتم تعويضهم و تم شحنهم
في بواخر و قطارات و عربات شحن و تم تركهم لصغار الموظفين ليتلاعبوا بهم –كل هذا و
الحكومة لا تحرك ساكن و كان نصيب المعترض الاعتقال و السجن حيث مكان كل من يهدد
امن الدولة –لانه من يطالب بحق هو مهدد لامن و سلامة الدولة
و لم يتكلف اي
مسئول كبير عناء زيارة النوبة و قراها لكي يطمئن اهل النوبة –بل كان كل هم الحكام
الظهور علي المسرح الدولي –اما المسرح الداخلي فكان لا يهم احد
و هذه هي عادة
الحكومات المصرية في الاهتمام بالخارج و اهمال الداخل
و تم ايضا حسب
تصنيف الاحصاء بناء بيوت المقيمين في النوبة اولا علي ان يتم بناء بيوت المغتربيين
في مرحلة لاحقة لم تتم حتي كتابه هذه السطور
و لكن هل كانت
القري الجديدة بهذا السوء الذي تصفه ---في هذا الوقت كانت القري النوبية الجديدة
تتمتع بكل ما حرمت منه القري المصرية الاخري من بنية اساسية و شوارع مرصوفة و مياة
و صرف صحي و مدارس و تجهيزات و لكنها لم تكن ما تم الاتفاق عليه ---و تم التهجير
الي صحراء كوم امبو و تم بناء القري النوبية هناك و لكن استصلاح الارضي كان صعب
لانها في الاساس صحراء و صخرية في بعض الاحيان
و انتظر
النوبيين استكمال المشروع و اجلوا مطالبهم حتي انتهاء السد و منفعة البلد اولا و
انتظروا عبد الناصر لياتي لهم و لكن بلا فائدة
و فجاءة اندلعت
حرب ال1967 و لم يكن السد العالي قد انتهي بعد و لتزداد محنة النوبة
________________________
الجزء الثامن
قبل ان نصل الي النكسة
الشهيرة 1967 –حدث امر مهم في السودان فلقد تم التمرد علي الفريق عبود –و الغريب
ان التمرد جاء بعد مقتل طالب واحد فقط برصاص البوليس السوداني في مظاهرة سلمية و
خرجت المظاهرات في الخرطوم تطالب بسقوط الفريق عبود و الغريب ان الفريق عبود قدم
استقالته بعد ان سمع باذنه المظاهرات و هي تهتف -----ظالم---- ظالم فتنحي الرجل و
اعتزل و رفض اي اموال من الدولة السودانية لبناء منزل له و اقام في منزل اقارب
زوجته حتي بني داره من معاشه و راتبه العسكري فقط و كان يتم مشاهدته و هو يجلس
امام داره مثل اي سوداني عادي و من الاغرب ان مظاهرات قد خرجت –و هتفت ---ضيعناك و
ضعنا وراك----و حكومة الفريق عبود كانت حكومة استبدادية و لكن عادلة لانها اعتمدت
علي الكوادر الشيوعية في الحكومة و لم تلجئ للكوادر الطائفية او القبلية و فتحت
ابواب المناصب لجميع ابناء السودان و لذلك وجد ابناء النوبة فرصة في الترقي داخل
الحكومة و لكن مع تنحي الفريق عبود في 1964 بدات محنة جديدة في النوبة السودانية
فلقد بدا مسلسل التراجع عن الوعود
تولت الحكومة
الجديدة وانشغلت بتقسيم المناصب علي اساس طائفي او قبلي و لم تهتم بالتنمية
وانشغلت بالصراع السياسي بالتالي وجدت عجز عن الايفاء بما وعدت به و تم الاخلال في
اكتر من جانب مثل التعلل ان العودة لضفاف النهر مرهونة بالمنسوب و يجب التمهل و
نري اين تقف مياة البحيرة و اصر النوبيين السودانيين علي العودة و تم طمس اسماء
القري الجديدة و تم منحها ارقام بدل من الاسماء القديمة المتفق عليها
في حين نقلت
مصر النوبيين الي القري الجديدة بنفس اسماء القري القديمة للحفاظ علي التراث
النوبي
و هنا يجب ان
نري ان تجربة عبد الناصر في مصر نجحت في ترسيخ معني المواطنة و انها لم تفرق علي
اساس ديني او عرقي او لغوي ضد احد ----حتي في السجون كانت في بعض الاحيان تسجن
الكل
و كانت تجربة
عبد الناصر في بناء الدولة علي النظام الاشتراكي اي المساواة في الحقوق و
الواجبات تجربة ناجحة لانها اهتمت بدعم الطبقات الفقيرة و التعليم و البعثات و
الجيش و تسليح الجيش و لكن تم الاستبداد عن طريق الاتحاد الاشتراكي و التجربة
الاقتصادية تم افسادها بسبب تولي العسكر الموالين لعبد الحكيم عامر امور القطاع
العام و هو ما ادي الي انتشار الفساد و الرشوة
و لكن هذه
التجربة اتاحت تولي المناصب للكل و لكن بالطبع بعد التاكد من الولاء للنظام و لم
يلجئ عبد الناصر الي التقسيم الطائفي او العرقي ---حتي ان رئيس البرلمان او مجلس
الامة في عهد عبد الناصر كان محمد انور السادات الذي سيتولي بعد ذلك منصب نائب
الرئيس ثم رئيس الجمهورية ---و لو نتذكر من هو السادات ---هو الذي هاجرت
عائلته من النوبة مع اول الكارثة النوبية و التهجير الاول
و هنا نجد ان
عام 1967 كان حاسم لانه قد قضي علي احلام النوبيين في تعويض مناسب او الانتظار حتي
انتهاء السد العالي ---لانه مرة اخري يجدون انهم امام اختيار مصر اولا او
التعويضات اولا –و كعادة اهل النوبة الذين هم بالفعل مدرسة الوطنية و الايثار
رفعوا مع الحكومة شعار ---لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ----و يجب تحرير الارض اولا
ثم بعد ذلك يحدث ما يحدث
و الغريب ان
النوبة ساهمت في معركة 1973 بسلاح غريب و و سلاح اللغة النوبية التي اعتمد
عليها الجيش في شفراته المستخدمة –حيث ان الللغة النوبية غير مكتوبة و غير معلومة
الا للنوبيين –و هو ما وفر سلاح فتاك و شفرة غير قابلة للحل و ساعدت القوات
المصرية في المعركة الحاسمة
______________________________
الجزء التاسع
طيب جاءت النكسة لتقضي
علي امل النوبيين في التعويض المناسب –و ادي خلع الفريق عبود في السودان الي
انتكاسة اخري هناك في السودان ---و اصبحت حرب الاستنزاف واقع و البلد في
معركة فاصلة و الاستعداد للجولة القادمة يجري علي قدم و ساق----و قامت الحكومة
السودانية بتبني سياسة طائفية قبلية تقوم علي التفرقة بين الشعب مما ساعد علي
انقلاب اخر بعد وصل الشعب السوداني مع الحكومة السودانية الي طريق مسدود و
حدث انقلاب مايو 1969 و جاءالمشير جعفر النميري الي رأس السلطة و قام بتدعيم
العناصر الشيوعية اولا و لكنهم انقلبوا عليه في 1971 مما دفع النميري الي التخلص
منهم و الاعتماد علي الاشتراكيين
و اسس الاتحاد
الاشتراكي السوداني الذي هو نسخة من الاتحاد الاشتراكي المصري وقام بانهاء الصراع
الجنوبي الشمالي و لانه يعتمد علي الشيوعيين و الاشتراكيين في الحكم الذين يؤمنون
بعد التفرقة بين الواطنببن تم توقيع اتفاقية اديس ابابا و هي اطول هدنة بين
الشمال العربي المسلم و الجنوب المسيحي الافريقي في التاريخ و اصبح السودان
علي اعتاب مرحلة جديدة و نظر السودانيين الي الحكومة الجديدة و الي النميري علي
انه الامل في المستقبل بعيد عن الطائفية والقبلية
و هنا نجد ان
النوبيين ايضا استبشروا خيرا بالنميري و ذلك لانه اوقف سياسة الطمس و سمح لهم
بالعودة لشاطئ او تغافل عن العشوائيات النوبية التي بدأوا في بناءها بجوار البحيرة
الجديدة التي انتهي العمل بها و بالسد العالي رسميا في 1971 و في كل هذا
الوقت من التهجير –كان هناك نوبيين رفضوا الهجرة و اقاموا اكشاك و عشش للعيش بجوار
النهر و البحيرة الجديدة ومنهم من عاد دون اذن الحكومة المركزية لم
ينتظروا حتي تقوم الحكومة السودانية باعادة بناء شئ لهم و هنا نجد ان هذا الموقف
اختلف في مصر و حدث تطور نوعي في القضية النوبية و العقلية النوبية
و حدث تغير
درامي في الاحداث في مصر ايضا –حيث ان انتحار عبد الحكيم عامر بعد النكسة كان ما
فتح الباب امام السادات الرجل الثالث في نظام عبد الناصر--- الذي هو نوبي الاصل-- الي
القصر الجمهوري
وبعد موت عبد
الناصر1970 تولي السادات امور الدولة و هو يعني ان رأس الدولة في مصر نوبي و
ارتفعت شعبية السادات بعد الحرب1973 حتي عنان السماء في مصر و خارج مصر و اثبت
السادات ولاءه للنوبة حتي ان اسوان تحولت الي العاصمة الثانية لمصر في عهد السادات
–فكانت اللقاءت الخارجية و المفاوضات تتم في اسوان و القاهرة
---
و كانت شخصية
السادات شخصية تخاطب العقل البسيط و ذلك لانه يرتدي الجلباب و العباية
المصرية و يجلس مع الناس و يتباسط مع الفلاحين لذلك رحب النوبيين به جدا و نجح
السادات في تبديد المخاوف النوبية من ان حقوقهم قد ضاعت و اقنعهم مرة اخري بضرورة
الصبر فالبلد خرجت من الحرب لتوها مهلكة و قناة السويس لم تعمل و الاقتصاد افسده
عسكر عبد الحكيم عامر و لذلك وجد النوبيين ان الخزانة فارغة فلزموا الصمت من باب
الوطنية و لما الخوف و احد النوبيين علي رأس السلطة؟؟
و كان السادات
يجلس مع كبار عائلات النوبة و النوبيين البسطاء و كانوا ينادوا عليه باسمه مجرد من
الالقاب –اي يا سادات –دون رئيس او قائد او اي لقب ---و احس النوبيين بالراحة
النفسية –و لم يضغطوا علي السادات رغم انهم كانوا يملكون ذلك لم يضغطوا عليه من
اجل تولي مناصب في الدولة علي حساب باقي الشعب او تمييز ايجابي بينهم بل احسوا
انهم مواطنيين مثل اي مواطن مساوي في الحقوق و عليه كل الواجبات
و هنا نجد ان
مرة اخري التاريخ المصري و السوداني و الشعبيين يجدوا نفسهم في مفترق الطرق و يتم
تفادي المشاكل بسبب حكمة الرجلين السادات و نميري
و التطور
النوعي الذي حدث بين النوبيين السودانيين و النوبيين المصريين الذي اشرت له سابقا
هو انتشار التعليم و الاحساس بمدأ المواطنة
فالنوبيين
المصريين كانت نسبة التعليم بينهم اعلي من النوبيين السودانيين لذلك رفض النوبيين
المصريين العودة العشوائية لشواطئ البحير الجديدة و اصراوا علي ان حق العودة مرهون
ايضا ببناء قري جديدة و تخطيط البحيرة الجديدة رافضين اي عودة عشوائية ---في حين
قبل النوبيين السودانيين العودة العشوائية الي البحيرة لانم يعلمون ان الحكومة
المركزية مشغولة اكثر بالجنوب السوداني منها بالنوبة
ايضا نجح عبد
الناصر في ترسيخ مبدأ الدولة المركزية و سلطة الدولة و سلطة القانون في حين تغيير
الحكومات في السودان افقد المواطن الثقة في ان يتم النظر اليه او الي مشاكله
و يجوز ان نجاح
عبد الناصر راجع الي كثرة الحروب التي خاضها و المحن التي صهرت الشعب المصري مع
بعضه –لان من المصريين –عرب و ارمن و شراكسة و اتراك و يونايين و هجرات اخري –تم
صهرهم كلهم بعد قوانيين توحيد الجنسية المصرية1956 و تم اعلان مبدأ مصر للمصريين و
نموا الشعور القومي المصري و العربي
و هنا نجد ان
تجربة عبد الناصر اثبتت وجودها مقابل تجربة الفريق عبود التي انهارت بعد تولي
الطائفية و القبلية الحكم حتي تولي النميري الحكم
و هنا نجد جانب
مهم جدا –ان في النوبة لن تجد شخص واحد من مواليد الستينات يسمي جمال –او عبد
الناصر ---فهذا الاسم كرهه النوبيين –في حين ان كل الاسر المصرية التي رزقت باطفال
في الستينات هناك علي الاقل واحد يسمي جمال او عبد الناصراو عبد الحكيم او عامر
بين هؤلاء الاطفال ---
في حين نجد ان
اسم السادات او انور او محمد او جعفر او نميري –هي من اشهر اسماء النوبية في
السبعينات و ذلك بسبب شعبية الطاغية للرجلين بين النوبيين
علي الحدود و زاد من هذه الشعبية انفتاح الحدود جزئيا بين الشمال المصري و الجنوب
السوداني فيما عرف بالتكامل و مشاريع التكامل مثل خط حديد وادي حلفا التي كان مزمع
عودتها الي العمل مرة اخري و انشاء المرسي الخاص بالمراكب النيلية في اسوان و وادي
حلفا مما شجع التجارة و التبادل و التواصل عن طريق البحيرة الجديدة التي كانت سبب
المأساة الاولي
و كانت من ضمن
اسباب رفض الحكومة المصرية للبناء علي جانبي البحيرة --الي جانب
انعدام التمويل--- تكوين منطقة عازلة من السكان جنوب مصر للسيطرة علي الحدود
المصرية السودانية و ايضا خلق منطقة عازلة من السكان بين مصر و السودان للسيطرة
علي الامراض الاستوائية و منع وصولها الي الاراضي المصرية و ايضا الخوف من
تلوث مياة البحيرة التي هي الان المخزون الاستراتيجي للدولتين
وايضا منعت
الصيد و نظمت مواسم معينة للصيد في البحيرة سواء لصيد التماسيح او الاسماك
كما تحولت
اسوان الي مركز من مراكز السياحة العالمية مما ساعد علي نمو المدينة و الدولة
المصرية عموما و تحولت اثار النوبة التي تم انقاذها من الغرق وبالاخص
ابوسمبل الي رمز مصر كلها حيث تم طباعته علي الجنيه المصري و استثمرت مصر
الدعاية التي حدثت للانقاذ ثروات النوبة في الدعاية لمصر
علي النقيض لم
يهتم السودان بالسياحة او بالترويج لها و ذلك لاحساس السودان ان هناك موارد اهم و
اغزر من الثروات الطبيعية في ارجاء السودان
و الغريب ان
ارتباط النميري و السادات استمر حتي بعد ان وقع السادات اتفاقية السلام المصرية
الاسرائيلية و لم يقاطع السادات عندما قاطع العرب مصر و كان ايضا النميري حاضر في
جنازة السادات بعد حادث المنصة الشهير 1981
و للحديث بقية
من اين اتيت بان السادات من اصل نوبى
ردحذف