بقلم رامى يوسف
النوبة .. قبل عام 1902 تمتد على مسافة 250 كيلو متر، و يمتلك سكانها أراضي تتسع لتصل الى 600 كليو متوارثة عن أجداد الأجداد، أمتدت من الشلال الأول عند قرية تسمى "دابود" في الشمال حتى الشلال الثاني عند قرية "أدندان" في الجنوب عند وادي حلفا.
عدد الأسر التي سكنت هذه المساحة كانت تقريبا 17699 أسرة نوبية.
قصة التهجير تبدأ فعليا في عام 1902، مع بناء خزان أسوان، أرتفع معه منسوب مياه النيل ليغرق 10 قرى نوبية، و يتحمل آهالي هذه القرى آثار الدمار وحدهم، و يهاجرون طواعية الى قرى في البر الغربي و الى مختلف محافظات الجمهورية.
مع التعلية الأولى للخزان عام 1912 أرتفع منسوب مياه النيل مرة أخري، ليغرق ثماني قرى أخري، هي : قورتة و السيالة و المحرقة و المضيق و السبوع و وادي العرب و شاترمة، و يغادر أهلها متحملين النتائج وحدهم، طواعية.
التعلية الثانية و الأخيرة للخزان في عام 1933، أغرقت عشر قرى أخرى ليصبح المجموع جوالى ثمانية و عشرين قرية نوبية، تحمل أهلها كافة الآثار المدمرة.
في عام 1963، بدأن الدراسات لبناء السد العالي، و تم تهجير النوبيين قسرا خلف السد الى هضبة كوم أمبو، لينتقلوا من مساحة 350 كيلو متر، و أراضي متوارثة بقيمة 600 كيلو متر الى مساحة 50 كيلو متر فقط .. و نقلت 42 قرية نوبية بأسمائها الى هضبة كوم أمبو، و بنيت منازل تتكون من أربع غرف كحد أقصى و بعض المرافق و مجموعة من المدارس.
في هذا الوقت قامت الدولة بتقسيم سكان النوبة الى قسمين: مقيمين و مغتربين، تم تسكين المقيمين في منازلهم و قراهم الجديدة في هضبة كوم أمبو، أما المغتربين فهم النوبيين الساكنيين خارج أسوان، أستمر تأجيل بناء منازلهم لفترات طويلة و أنتهى الأمر ببناء و تسكين 50% فقط منهم، و تُرك الباقي لمصائرهم
مطالبات العودة بدأت على لسان المهندس/ خليل جبالي – رئيس المجلس الشعبي لمركز نصر النوبة، و بدأ خطابه قائلا: النوبة ضحت من أجل مصر و ازدهارها بوطنها الأصغر الذي كان يقع خلف السد العالي و كان للنوبيين أملاكا واسعة يتوارثها الأبناء و الأحفاد و يبنون بيوتهم دون أزعاج أو تدخل من أحد في أملاكهم الخاصة و مع الهجرة الكبرى عام 1963 بسبب بناء السد العالي تم تهجير النوبيين خارج بلادهم و قسمت الدولة النوبيين الى فئتين فئة المقيمين بالنوبة القديمة و أعتطهم بيوتا في القرى الجديدة و فئة أخرى هم المغتربون و أجلت بناء منازلهم و لم تبن لهم غير 50% فقط من مساكنهم"
مطالبهم ببساطة هي بناء منازل للمغتربين و تسليمها لهم، و تسليم أهالي النوبة أراضي زراعية للمستحقين تعويضا عن أملاكهم، و توزيع 5700 فدان – المساحة التي مقارنة بممتلكاتهن القديمة لاشئ. بالأضافة الى متطلبات بأولوية الأقامة و التملك على بحيرة ناصر لأنهم الأقدر على التوافق البيئي و المناخي للمنطقة، و أخيرا وجود ممثل عن مركز نصر النوبة في المجالس التشريعية.
جدير بالذكر أن خلال التهجير عرضت النوبة السودانية على النوبيين المصريين الأقامة هناك، و لكنهم رفضوا، و قالوا أنهم أبناء مصر ولا يمكن أن يغادروها.
النوبيين غادروا بطيب خاطر، و كان بعضهم يهلل من الفرج، و البعض تسيل منه الدموع فرحا ببناء السد العالي و ضحوا من أجله، لكن مشكلة النوبة ممتدة منذ 49 عاما، و التعويضات تأخرت و الأهمال يتزايد
النوبة .. قبل عام 1902 تمتد على مسافة 250 كيلو متر، و يمتلك سكانها أراضي تتسع لتصل الى 600 كليو متوارثة عن أجداد الأجداد، أمتدت من الشلال الأول عند قرية تسمى "دابود" في الشمال حتى الشلال الثاني عند قرية "أدندان" في الجنوب عند وادي حلفا.
عدد الأسر التي سكنت هذه المساحة كانت تقريبا 17699 أسرة نوبية.
قصة التهجير تبدأ فعليا في عام 1902، مع بناء خزان أسوان، أرتفع معه منسوب مياه النيل ليغرق 10 قرى نوبية، و يتحمل آهالي هذه القرى آثار الدمار وحدهم، و يهاجرون طواعية الى قرى في البر الغربي و الى مختلف محافظات الجمهورية.
مع التعلية الأولى للخزان عام 1912 أرتفع منسوب مياه النيل مرة أخري، ليغرق ثماني قرى أخري، هي : قورتة و السيالة و المحرقة و المضيق و السبوع و وادي العرب و شاترمة، و يغادر أهلها متحملين النتائج وحدهم، طواعية.
التعلية الثانية و الأخيرة للخزان في عام 1933، أغرقت عشر قرى أخرى ليصبح المجموع جوالى ثمانية و عشرين قرية نوبية، تحمل أهلها كافة الآثار المدمرة.
في عام 1963، بدأن الدراسات لبناء السد العالي، و تم تهجير النوبيين قسرا خلف السد الى هضبة كوم أمبو، لينتقلوا من مساحة 350 كيلو متر، و أراضي متوارثة بقيمة 600 كيلو متر الى مساحة 50 كيلو متر فقط .. و نقلت 42 قرية نوبية بأسمائها الى هضبة كوم أمبو، و بنيت منازل تتكون من أربع غرف كحد أقصى و بعض المرافق و مجموعة من المدارس.
في هذا الوقت قامت الدولة بتقسيم سكان النوبة الى قسمين: مقيمين و مغتربين، تم تسكين المقيمين في منازلهم و قراهم الجديدة في هضبة كوم أمبو، أما المغتربين فهم النوبيين الساكنيين خارج أسوان، أستمر تأجيل بناء منازلهم لفترات طويلة و أنتهى الأمر ببناء و تسكين 50% فقط منهم، و تُرك الباقي لمصائرهم
مطالبات العودة بدأت على لسان المهندس/ خليل جبالي – رئيس المجلس الشعبي لمركز نصر النوبة، و بدأ خطابه قائلا: النوبة ضحت من أجل مصر و ازدهارها بوطنها الأصغر الذي كان يقع خلف السد العالي و كان للنوبيين أملاكا واسعة يتوارثها الأبناء و الأحفاد و يبنون بيوتهم دون أزعاج أو تدخل من أحد في أملاكهم الخاصة و مع الهجرة الكبرى عام 1963 بسبب بناء السد العالي تم تهجير النوبيين خارج بلادهم و قسمت الدولة النوبيين الى فئتين فئة المقيمين بالنوبة القديمة و أعتطهم بيوتا في القرى الجديدة و فئة أخرى هم المغتربون و أجلت بناء منازلهم و لم تبن لهم غير 50% فقط من مساكنهم"
مطالبهم ببساطة هي بناء منازل للمغتربين و تسليمها لهم، و تسليم أهالي النوبة أراضي زراعية للمستحقين تعويضا عن أملاكهم، و توزيع 5700 فدان – المساحة التي مقارنة بممتلكاتهن القديمة لاشئ. بالأضافة الى متطلبات بأولوية الأقامة و التملك على بحيرة ناصر لأنهم الأقدر على التوافق البيئي و المناخي للمنطقة، و أخيرا وجود ممثل عن مركز نصر النوبة في المجالس التشريعية.
جدير بالذكر أن خلال التهجير عرضت النوبة السودانية على النوبيين المصريين الأقامة هناك، و لكنهم رفضوا، و قالوا أنهم أبناء مصر ولا يمكن أن يغادروها.
النوبيين غادروا بطيب خاطر، و كان بعضهم يهلل من الفرج، و البعض تسيل منه الدموع فرحا ببناء السد العالي و ضحوا من أجله، لكن مشكلة النوبة ممتدة منذ 49 عاما، و التعويضات تأخرت و الأهمال يتزايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق