01 أكتوبر 2010

كيف تفهمون الديموقراطية !!!

بقلم الزميل يحيي زايد
كثيرون هم من يدعون الديموقراطية ...بل وأكثر منهم هؤلاء الذين يحاواون إقناع الآخرين ومن حولهم بليبراليتهم وتحررهم ...او هؤلاء الذين يحاولون إثبات سماحة دينهم -أى دين كان - بتشددهم وتطرفهم .. كل هؤلاء هم أكثر أعضاء المجتمع البشرى فاشية وعنصرية وهم لا يعلمون..
من السهل جدا ان تجد الكثير ممن يتحدثون عن الحريات والحقوق ولكن حاول ان تخالفهم فكرا أو تتبع رأيا مخالف لآرائهم .. تجدك مطرودا من جنان نعيمهم ..منبوذا ..مذئوما فى نار السعير .. لقد صار من الطبيعى جدا أن ترى من ينادى بحقوق الأقليات وحرية الفكر يطالب بوضع ضوابط لفئات بعينها والحد من أنشطة طبقات معينة من المجتمع أو يطالبوا مثلا بهدم دور العبادة - من باب حرية الفكر - او تراه يطلب ان تمنع فئة أخرى من ارتداء ما تراه مناسبا لها .. بل والأغرب أن صار وجود - مدعين لليبرالية - طبيعيا .. تجد الواحد منهم متعصب لدينة الى حد التطرف ..يسب وينتقص ممن يعتنقون دينا اخر ويتعصبون له ..لمجرد انه مختلف عنهم ويرى انه هو ..وهو فقط الأفضل !!!
لست هنا بصدد الدفاع عن دين بعينه أو فكر أو ايدولوجية على وجه الخصوص فكلٌ عندى منبوذ ما وصل الى حد التطرف أو انتهى الى إحتقار ما يخالفة والإنتقاص منه .. فدفاعى إنما يكون عن إنسانيتنا التى تحتضر ... فمهما وصل الانسان من درجات الرقى او التمدن والتحضر او التدين ..فإن هذا أبدا لا يعطيه الحق فى الحجر على من يخالفونة فكرا او تجهيل بعضهم او الانتقاص منهم فالديموقراطية هى الحرية ..التحرر ..الإنطلاق ..فليفكر كل منا كما يريد ..وليدين بأى دين يريد ..وليعبد أى اله يرتئى ..لسنا نحن من نحاسب ..ليس من حقنا ان نلعب دور الإله ... ما علينا فقط هو ان نتعايش فى مجتمعاتنا ونكون خلاقين ومبدعين ..نضيف اليها ونسعى فى سبل وتقدم ورقى الانسانية كلها شريطة ألا نتخذ الديموقراطية ذريعة او حجة للتخوين وقذف التهم والطعن ...فأنت حر مالم تتعد فى حريتك على حريات الآخرين فهنا -وهنا فقط- لا مجال لديموقراطية هدامة ..لا مجال لأفكار أحادية عنصرية تمييزية ..لا مجال لتقويض دعائم الديموقراطية بأفكار فاشية متعصبة .
وأخيرا ... يجب علينا أن نعيد التفكير فى ديموقراطيتنا المزعومة ..أن نواجه أنفسنا قبل أن نواجه مجتمع كاملا مصاب بإذدواجية فى المعايير ..فى العصر الحالى وانا ارى العالم متجه الى عصر جديد من الفاشية وقد بدأ التطرف يصل الى مستويات إتخاذ القرار فى كثير من دول العالم ( اليمين المتطرف والنازيون الجدد ومدعى الإسلام المتطرفين) يجب علينا سريعا مراجعة أفكارنا وإعادة النظر فيها .
يجب علينا أن نعزز قيم التحرر ..الحرية ..التسامح والتعددية فى مجتماعتنا ... يجب أن نخرج من عباءة الخوف وكراهية الآخر ... التعددية هى ملاذنا الوحيد ..فهى التفاعل الوحيد الذى طالما أنتج التقدم والإبداع والتحضر ... لطالما كانت الوقود الذى تتحرك به الإنسانية ... التعصب والفاشية هى النار التى سوف تأتى على كل إنجازات حضارتنا اإنسانية .. ثم لاتجد إلا نفسها لتأكله ثم تنتهى الى الخراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق