18 أبريل 2012

عشاق المعشوقة (فنانين تشكيليين عشقوا معشوقتنا النوبة القديمة)

بقلم ضحى مصطفى محمود 


  بيكار

   ( 1912 - 2002 )

حسين أمين بيكار فنان تشكيلي مصري متميز مرهف الحس يتنمي إلى الجيل الثاني من الفنانين التشكيليين المصريين صاحب بصيرة نافذه وتميز فنى وذوق رفيع ،فهو فنان تشكيلى عازف موسيقى ناقد فني تشكيلي وله العديد من الابداعات الكتابية من الرباعيات الزجلية الأدبية والتى تمتلئ بالحكمة والبلاغة ، وهو رائد الرسوم الصحفية الأول فى مصر فقد ارتقى بمستوى الرسم الصحفي ليقترب من العمل الفني ، ولد حسين بيكار فى 2 يناير 1913م بالأسكندرية ، إلتحق بكلية الفنون الجميلة 1928م ، وكانت وقتها تسمى بمدرسة الفنون الجميلة العليا وقد كان عمره عند إلتحاقها بها خمسة عشر عامًا فقط ، ليكون من أوائل الطلبة المصريين الذين إلتحقوا بها و تعلموا على يد الأساتذة الأجانب حتى عام 1930م ثم على يد الفنان يوسف كامل و الفنان أحمد صبري و غيرهم من الدفعات الأولى التى تخرجت فى الكلية من الأساتذة المصريين ، بعد تخرجه عمل بيكار فى تأسيس متحف الشمع و إنجاز بعض ديكورات المتحف الزراعي ، ثم سافر إلى المغرب ليعمل مدرسًا للرسم لمدة ثلاث سنوات رسم خلالها أول رسومه التوضيحية عندما وضع أستاذًا للغة الإسبانية كتابا لتعليم الطلاب وقد طلب من بيكار ترجمة الكلمات إلى رسوم.
    بعد هذه السنوات الثلاث عاد بيكار إلى القاهرة ليعمل معاوناً لأستاذه أحمد صبري وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيساً للقسم الحر بالكلية ، وقد كتب بيكار العديد من الكتب عن الفن التشكيلى و له عده دراسات نقدية لأعمال فنانين من معاصريه المصريين و الأجانب المعاصرين والرواد ، كان لبيكار عمود كاريكاتوري كل يوم جمعة بجريدة الاخبار المصرية جمعت فى كتاب سمى (الرسم بالكلمات) ، تميز بيكار باسلوب مميز بسيط معبر عن هويته المصرية العربية كما يعتبر رائد فن البورتريه فى مصر كان بيكار قد نال العشرات من الجوائز المحلية والعربية العالمية منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1967م وجائزة عبد الناصر1975م وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 1980م وغيرها وقد كان آخرها جائزة مبارك عام 2000م و جميعها من أكبر جوائز الدولة فى مصر ومن أصدق الامثلة على زهده تبرعه بجائزة مبارك التقديرية كما تبرع في أواخر أيامه بمكتبته الخاصة لمكتبة الأسكندرية ، كانت هذه بعض السطور التى لخصت لحياة بيكار الفنان أما عن اسهامه فى توثيق النوبة القديمة بجمالها وأصالتها فقد كانت مصر قد اتخذت قرارها بإنشاء السد العالي عام 1954م ,سافر بيكار إلى النوبة ضمن بعثة من الفنانين و الكتّاب  أرسلها الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة المصرية الوليدة أنذاك والذى أرسل هذه البعثة الفنية التوثيقة موازية لمشروع اليونسكو لإنفاذ آثار النوبة ، منذ أن وطأت قدما بيكار النوبة سقط مولعًا بجمالها وتفردها وهدوءها وتميزها ، وجد بيكار حوله كل هذا الجمال فلم يستطع إلا أن يعشقه و يعبر عنه فى إبداعات فنية تشكيلية متفردة أصبحت علامات مضيئة فى تاريخ الفن التشكيلي المصري ، لوحات صورت ببساطة وتلقائية وجوه سمراء وقلوب وجلاليب بيضاء و مناظر للبيوت والقري النوبية ولوحات ناعمة تفيض بالرقة للمرأة النوبية ، حتى أن نقاد الفن التشكيلى قد صنفوا رحلة بيكار الفنية إلى عده مراحل سميت أحدها بل أهمها بمرحلة النوبة ، ضمت هذه البعثة شيخ المعماريين حسن فتحي و الفنانة تحية حليم وغيرهم من الفنانين الذين سقطوا جميعا غرقي فى حب جمال النوبة وأصالتها و تميزها ، من ثم كان لازما علينا كنوبيين ومصريين أن نتعرف على تلك الصفحات المضيئة التى زينتها النوبة القديمة فى مسيرة الفن التشكيلى الفنى ، كان هذا بيكار الرائد المبدع ويتوالى إلقاء الضوء على هذه الأبداعات فى الأعداد القادمة وأترككم مع تذوق سحر الإبداعات البيكارية النوبية ...وإلى اللقاء مع فنان تشكيلى آخر من عشاق معشوقتنا .  




هناك 3 تعليقات:

  1. أشكر إتحاد شباب النوبة الديموقراطي على تقديم المقال لرواد المدونة وأتمنى أن تكون كلماتي قد أفادت من تفضلوا بقراءتها

    ردحذف
  2. أشكر إتحاد شباب النوبة الديموقراطي على تقديم المقال لرواد المدونة وأتمنى أن تكون كلماتي قد أفادت من تفضلوا بقراءتها

    ردحذف